لا تفقد الأمل
كَفْكِفْ دموعَك يا موسى فما رجلٌ يبكي وما بالبكاء تُبْتنى الدُوَلُ
واسْلك سبيلا بدا صعبا تَتبعها وامض أمامكَ لا خوفٌ ولا وَجَلُ
فالبحرُ خلفك قد ماج العُبابُ به ومِن أمامك أعداءٌ لهمْ صُوَلُ
بكى الفؤاد دموعا حينما علمَ أنّي مفارقُكم يوما ومُرتَحل
ألفتكم وألفتُ مَوطِني مَعكم وإنَّ قلبي أسيرٌ بالهوى ثَمِلُ
وكم أحبَّ فؤادي حُضْنَ مَدْرسةٍ عِلميةٍ نحوَها الإخلاصُ يرتحلُ
أخطأت في حقكم عُذرا فما بيدي هذا وما بيميني الحلُّ والبدلُ
رأيت في تلكمُ الفردوسِ جوهرةً زانت رياضا فلا خمطٌ ولا أَثَلُ
لنا بها عيشةٌ في الأرض راضيةٌ نذوق فيها سرورا منه نَنْتَهِل
فيا منير الدياجي منك مغفرة وارحم عُبيْداً مَهينا خَطْبه جَللُ
إذ لا أكاد أبين ما وعيت وما في الصدر من ودّكم كالنّار يشتعلُ
فودُّكم مأمني الذي أُخذت به ومنه جاءت صُروف الدهر والعَللُ
إني أنادي كما ناداك يونسُ إذ أصابه الغمّ ,إذ ضاقت به السُبلُ
فَيسّرِ المرتقى كي ألتقي حُلمي فعندها يُستقى من الرُّبى العسلُ
لفارس قد كبا جوادهُ وبه بالأمس في الصبر كان يضرب المثل
وأجملُ الصَّبْرُ ألاَّ يُفقدَ الأمَلُ وأن يُجافي حِمى أيَّامِك المَلَلُ