أشهر معاجم اللغة العربية، في العصور المتأخرة. نهج في ترتيبه على منوال الجوهري في الصحاح، كما فعل الفيروز آبادي في القاموس. وذلك باعتماد الترتيب الهجائي للحروف، بانياً أبوابه على الحرف الأخير من الكلمة: وأول أبوابه ما ينتهي بالهمزة. وصرح في مقدمته أن عمله لا يعدو الترتيب، وقد رتب فيه مواد خمسة كتب، هي: (تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، وحاشية الصحاح لابن بري، والنهاية لابن الأثير) ولم يذكر (جمهرة اللغة) لابن دريد، مع أنه رجع إليها في كثير من مواده. قال: (ولا أدعي فيه دعوى، فأقول: شافهت أو سمعت، أو فعلت أو صنعت، أو شددت الرحال أو رحلت، أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت، فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها الأزهري وابن سيده لقائل مقالاً، ولم يخليا لأحد فيها مجالاً، فإنهما عيّنا في كتابهما عمن رويا، وبرهنا عما حويا، ونشرا في خطبهما ما طويا، ولعمري لقد جمعا فأوعيا، وأتيا بالمقاصد ووفيا...وليس في هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في هذه الكتب...وأديت الأمانة في نقل الأصول بالفص، وما تصرفت بكلام غير مافيها من النص، فليعتد من ينقل عن كتابي أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة. طبع لأول مرة بمطبعة بولاق في القاهرة سنة 1882م بعناية الشدياق، وطبع بعد ذلك عدة طبعات، ثم قام الأستاذان يوسف الخياط ونديم مرعشلي، بتغيير ترتيبه الذي طبع عليه في الطبعات السابقة، فرتباه على غرار المعاجم الحديثة، باعتماد أوائل حروف الكلمة، وليس أواخرها كما هو في الطبعات السابقة.وأصدراه في بيروت (دار لسان العرب: 1970م) أما ابن منظور فمن أحفاد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري، عامل معاوية على طرابلس الغرب. توفي سنة 711هـ قبل ولادة صاحب (القاموس المحيط) بثماني عشرة سنة، أما ما ذكره الشدياق في مقدمة طبعته للسان العرب من أن ولادة ابن منظور سنة 690 ووفاته سنة 771هـ فخطأ ظاهر لا يعول عليه. وانظر ما كتبه فاروق الحبوبي في مجلة آداب الرافدين (المجلد 7 ص543) بعنوان: منهج ابن منظور في لسان العرب. وفي مجلة العرب (س23 ص572) إحالات مهمة عما كتب في المجلات من بحوث في تصويب لسان العرب. ومن غريب ما يذكر أن لابن سينا أيضاً كتاباً في اللغة سماه "لسان العرب" لم يصنف في اللغة مثله، ولم ينقله إلى البياض حتى توفي، فبقي على مسودته، لا يهتدي أحد إلى ترتيبه.