أولاد زمننا

همج حياتهم...ترف عيشهم...رفيهة أمورهم...همتهم دنيئة... هؤلاء شبابنا، همّهم الأهمّ هو الأكل والشرب واللباس إلا من رحم ربي من أصحاب الفيافي والبوادي..والحديث قياس .
إنّ الشّباب حاليا..ضائع أيمّا ضياع وتنافسهم صار في السفاهة و التفاهة بعد أن كان في العلوم و الثقافة..وقد صدق فيهم قول الشاعر:

و الفراغُ والشّبابُ و الجده مفسدة للمرء أيّ مفسدة

فشبابنا اليوم يعيش بطالة كبيرة و حتى لو عمل عملا ما كان ليتقنه "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"
فتراه يجلس طول النهار يتكئ على جدران البيوت وحيطان أوساخها كثيرة أولئك كالأنعام بل هم أضل.
رغم كل هذا فَلَـــرُبَّمَا سيأتي ربيع شبابنا العربي فصل الربيع القادم يعمل بوصية الرّسول المصطفى،فيغتنم شبابه قبل هرمه ففينا خير.
ما كان الشباب ليكون هكذا لولا الحرية المطلقة التي قام بها الآباء؛و المسلم يكون وسطيا فلا يدلل إبنه حتى يكون الطفل الحنون لأمه دائما؛ولا يترك له حرية بدون حدود حمراء فيكون مصيره شبابنا، وإنّما: على الآباء تربية الأبناء منذ صغرهم على المبادئ والقيم.
أخيرا، أقول إن حياة الشباب غير مرضية لكن بصيص الأمل ما زال وقد بدأ يبدو في الأفق.قال الشاعر أبو العتاهية:

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ، نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضا ًكمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيب




محمد هيبة بن حاج رمضان