خطبة أبي حمزة الشاري في منبر الرسول
يا أهل الحجاز أتعيرونني بأصحابي و تزعمون أنهم شباب ؟ وهل كان أصحاب الرسول إلا شبابا شباب والله مكتهلون في شبابهم غضيضة عن الشر أعينهم ثقيلة عن الباطل أرجلهم أنضاء عبادة و أطلاح سهر ينظر الله إليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القران الكريم كلما مر أحدهم باية من ذكر الجنة بكى شوقا إليها وإذا مر باية منذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم بين أذنيه موصول كلالهم كلال الليل بكلال النهار قد أكلت الأرض ركبهم و أيديهم و أنوفهم و جباههم و استقلو ذلك في جنب الله حتى إذا رأوا السهام قد فوقت و الرماح قد أشرعت و السيوف قد أنقضيت و رعدت الكتيبة بصواعق الموت و برقت استخفوا بوعيد الكتيبة لوعد الله ومضى الشاب قدما حتى اختلفت رجلاه على عنق فرسه و تخضبت بالدماء محاسن وجهه فأسرعت إليه سباع الأرض و انحطت إليه طير السماء فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها في جوف الليل من خوف الله وكم من كف زالت عن معصمها طالما اعتمد عليها صاحبها في السجود لله وكم من وجه رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد اه اه على فراق الإخوان رحمة الله على تلك الأبدان وأدخل الله أرواحهم الجنان.
إن شاء الله أن يصبح أخواننا في غزة هكذا قولو امين يحمكم الله