من يكترث، من يلتمس بقلبه مشاعري الفياظة ، من يرى بعينيه مآسي و آلامي ، و من سمع بأذنيه صرخات أوجاعي ؟
من هذا الذي يعيرني انتباهه ؟
أظل قاربا قديما خشبه يحمله الزمان فوق بحر غضبان
فبحر حياتي دائم الهيجان ، تلطمني أمواجه القاسية ، فتصدمني برودتها
و يقشعر بدني خوفا و رهة من مجهول خبأته ظلمات تحت المحيطات ....
و أظل ذلك الطائر الصغير ، خائف أنا من التحليق فجناحي الصغيرتان لا تستطيعان الطيران
و أبقى في عشي منتظرا ساعة أرمى في هاوية تنهي حياتي ...
و ما زلت حملا لطيفا في يوم ما أوجه نحو مذبحي ، وصقر كبير يطاردني
نظراته الحادة يقتلني
فما عساي فاعل
أنا الحيوان الصغيف و س ط الأدغال المخيفة
تضيق بي أوساط الحياة ...
أنا هو المخلوق المسكين
أعدائي لا يعترفون بخقي في الوجود
هذا أنا الفتى الفلسطيني
سائر في متاهات من الأشواك
وبين ألسنة الجحيم يتمنون نهايتي
لكن الجواب الوحيد لتساؤلاتي
هو انني خلقت لأحيا
خلقت لأجعل أرضي تنعم بهدوء الحرية
لأجعل فيها سلاما يعيد للطبيعة ألوانها و يعود الجميع إلى ديارهم
________________ فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء _______