بعد أن نشر العلماء في أمريكا تجاربهم حول تأثير الختان للوقاية من الإصابة بالإيدز، قلنا إن الإسلام عندما سنَّ هذه السنَّة الحسنة، أي الختان، لم يكن ذلك عبثاً، بل كان لهدف وحكمة قد تخفى على البعض، ولكن لابد أن يأتي ذلك اليوم الذي نتبين فيه الحكمة الطبية من عملية الختان.
ولكن اعترض بعض المشككين وقالوا إن نتائج هذه الدراسات غير حاسمة بعد، وسبحان الله، تأتي الأبحاث لتكذب كل مشكك وتقول إن الختان يقي من الإيدز، وقد تأكذ العلماء مئة بالمئة من هذا الأمر. فقد أعلن باحثون بمركز كوتشران في جنوب أفريقيا (وكما نعلم أن القارة الأفريقية تتمتع بأكبر عدد من إصابات الإيدز في العالم) أن ختان الذكور يخفض قطعاً من خطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة. فقد كان المركز يرى من قبل أنه لا توجد أدلة كافية للتوصية بالختان كتدخل للحماية من هذا الخطر.
وقالت الباحثة الكبيرة ناندى سيغفريد، وهى مدير مشارك للمركز الذي يقع في مجلس الأبحاث الطبية بجنوب افريقيا: إن البحث الذي أجرى حول فاعلية ختان الذكور للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة بالنسبة للرجال الذين يقيمون علاقات جنسية مع الجنس الآخر يعد بحثاً حاسماً. لا يلزم إجراء مزيد من التجارب للتأكد من أن معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة قد انخفضت بين الرجال الذين يقيمون علاقات جنسية مع الجنس الآخر خلال العامين الأولين على الأقل من بدء تطبيق الختان.
تقول الباحثة سيغفرد: إن صناع السياسات من الممكن أن يفكروا الآن في استخدام الختان كأداة إضافية في برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة. إن هناك ثلاث تجارب أفريقية جرت مؤخراً أيدت النتيجة التي تقول إن الختان خفض من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة.
وتعد مؤسسة كوتشران شبكة دولية من الباحثين تحظى بتقدير كبير وتسعى إلى تحسين عملية صناعة القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية من خلال إجراء مراجعات منهجية لتأثير بعض تدخلات الرعاية الصحية مثل الختان.
ونتذكر حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أخبر عن خمسة أشياء من الفطرة، وذكر منها الختان. فالختان له فوائد طبية عديدة للوقاية من الأمراض الجنسية. ونستطيع القول إن كل ما جاء به الإسلام لابد أن نجد فيه الفائدة والخير.
فعندما حرَّم الإسلام أكل لحم الخنزير لم يكن ذلك التحريم عبثاً، بل لحكمة عظيمة، وما نراه اليوم من تفشي لوباء أنفلونزا الخنازير أكبر شاهد على صدق التشريع الإلهي، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
تم بحمد الله